الاثنين، 17 نوفمبر 2014

إشارات عرفانية:

إشارة أولى : بين الكليات والتفاصيل:
في بداية حربنا الصوفية فقهت وباكرا بأن إبليس يسكن في التفاصيل ..
بل ولعنه الله دقيق فيها ككل علوم الكفار ..
ومن المستحيل هزمه بين فواصلها ونقطها وفروعها وكل دقائقها ..
بل والغرق في تفاصيل أي موضوع علمي عند تتبعي لمكره جعلني لا أفرق بين الحق والباطل - بوضوح - إلا ناذرا,,:
 إذ الكفار وبزعامة إبليس يلبسون الحق بالباطل ويلبسون أحيانا الباطل بالحق كما أخبرنا القرآن الكريم وكما تثبت اليوم جل علومهم ..
فدوما هناك نسبية لهم شيطانية يمليها تخلفنا عن العلوم الحقة .. لكنهم يريدونها لنا حقا يقينا وما هي والله بيقين لا بالكون ولا لنا ....
بل وغالبا ما نرى إبليس في أفلامه محاطا بآلاف الكتب التي لا ننكر حتى اليوم علميتها سوى جزئيا ....
لذا فليس كل عالم ..ولا كل من يقول الحق ..ولا كل كل من يخدم خير الناس : بمومن ...
فما الميزان إذن بين المومن والكافر ؟
إنها حقيقتك.. وحقيقة كل منا ..: 
وحدها الميزان :
بل ولست إلا حقيقتك وعينك الثابتة في علم الله تعالى ...
والتي لا يعرفها سواه سبحانه ثم من أطلعه على بعض - لا كل - الغيب من أصفيائه سبحانه .:
فأنت إما خير تستحق كل القرب من الله في جنانه.
وإما شر مطلق لن يسيجك ولن يقيد شرك إلا جحيمه في جهنم. 
وإلا فأنت خير لكن تحتاج بعض جهنم لتتطيب .. وحتى تكون في مستوى جنانه سبحانه.
وما أعمالك كلها إلا أفعالا دالة على حقيقتك: إذ ( كل مسخر لما خلق له) حديث..
لذا لا ميزان لنا ولا لك ولا لغيرنا في أي كان .. إلا إستثناء :
فليس كل محمود بمومن وبمحمود حق.. ولا كل مذموم بكافر وبمذموم حق.
فالناس تتفاوت..والمومنون وحدهم من سيتفاوتون حسب إيمانهم وتقواهم .
 ولا كرامة دونهم ولا بعد الإيمان إلا لهم: معشر المتقين.
 بل وقرآنيا ما الجنة إلا للمتقين لا لكل المسلمين: (والعاقبة للمتقين).
ولكن الغريب أن إبليس يفقه كل هذا وأكثر ..
بل ويعرف عنا ما لا نعلم  من التفاصيل ومن الكليات ..
ومنذ آدمنا عليه السلام وهو يشن حربا مستمرة وبأمل أغرب :
(أن لا يدخل الجنة من الإنس أحدا وبما في ذلك
الرسل والأنبياء عليهم السلام) .
ولكن كيد الله متين :
فأكرم سبحانه وتعالى الإنسان بكل ضعف حتى ظن إبليس أنه قد انتصر على كل الرسل والأنبياء عليهم السلام وعلى كل أولياء الله عز وجل  قدس الله أسرارهم في هاته الحرب الدينية الغيبية ....
لكن الفلاح جرى ولله الحمد بما لا يرغب فيه إبليس .. 
وكل خطئه لعنه الله علميا أنه متن علومه في التفاصيل وكاد وفقه في كل الدقائق محتقرا أن يحيط الإنسان بتفاصيله ولا أي من الكليات.
لكن بالله وبكل حمده أمدنا سبحانه بعد القرآن الكريم وكل أنبيائه بكل ما يلزم لهزمه من كليات ... 
فاللهم لك الحمد... كل الحمد اللهم....
بل وطالما ظننت خاطئا بأن (إبليس  من كليات المخلوقات )لأطير فرحا وسعادة بل ولأزداد سكينة واطمئنانا وانا أراه فقط فاصلة من الفروع لا من الأصول ولا من الكليات ....
فلا الكفار ولا الشياطين ولا المنافقين ولا كل عالم جهنم من الكليات ,,,
 بل تفاصيل لا غير .. عوالم الحروف أكمل منها بملايير المرات.
فما في عالم الجحيم من الكليات إلا :
جهنم نار الله الموقدة علينا منها السلام اللهم . 
وزبانيتها الأطهار عليهم السلام .
أما سكانها ففقط تفاصيل في الخلود ....
وسينسون .. وكلهم في الأبد ...
فكل مكر إبليس بنا عرفانيا أنه :
كانت هناك تفاصيل خاطئة في عرفاننا لا تكتمل بها أي من كلياتنا أصلحنا بالله ما وجب منها ,, وبالرغم من كل مكر الملعون وكل ملاعينه إنسا وجنا دققنا في ما وجب من تفاصيل وكليات ورغم كل جحيم جهاده ..
ولنضبط  بالله وبكل حمده ما وجب ضبطه من الكليات ..
فلله الحمد ..
وتحقيقا لا تعليقا ولله الحمد:
ولهذا نرفع اليوم : أول أذان نصرنا بالله وبكل حمده :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق