الجمعة، 28 أغسطس 2015

الإذن المحمدي :

الحمد لله رب العالمين ، الرحمان الرحيم ، ذي الأسماء الحسنى ، والصفات العلى ، والأسماء الحسنى ،سبحانه عنا ، وعن كل خلقه ، وعن كل العوالم وكل العالمين ،   وسبحانه حتى عن عرشه وعن ملائكته وكل أنبيائه والمرسلين ، عليهم كل سلامه  وصلواته أجمعين ..
  وسبحانه وتعالى عن كل عباده وعن كل أوليائه وكل المقربين ، قدس سبحانه أسرارهم  ربنا الإله السبوح القدوس الملك الحق المبين.... 
ثم سبحانه عن كل أوهامنا: (إلهنا  الحق المتعال ذو الكيد المتين)..
واللهم كوامل صلواتك على محمد ، وعلى آل محمد، وصحبه أجمعين.
عدد وكما تشاء وتحب وترضى سبحانك.
أما بعد :
 ويا مريد الحق :
لقد تعددت في عصرنا التيارات والحركات والجماعات والأحزاب الداعية باسم الإسلام لمناهجها ، ومنذ سنة 1984م وأنا أطوف بها وبينها دارسا بل ومجربا وباحثا في كل مذاهبها ، فما وجدت معظمها إلا حركات شتات وللأسف ..:
فمنها من قصر كل الدين في الحديث دون قرآن ، ومنها من جعل مذهبه وحده هو كل الإسلام ، بل ومعظمها تيارات تومن ببعض الكتاب وتكفر ببعض، ولا يبحث زعماؤها لا عن حقائق دعواهم ، ولا عن حكمة مناهجهم ، بل ولا يهمهم أي برهان ..
فما وجدت مذهبا أدق فقها وشريعة من مذهب أهل الحديث ، فهم أهل إختصاص في العمل الفقهي ولله الحمد والمنة :
 ولولا أئمتهم رضي الله عنهم  وأولياء التصوف قدس الله أسرارهم لما قام لفقه شريعتنا قائم ..
وليس منهم وللأسف كل من يدعى منهجهم جاهلا بالعديد من فقهيات الإسلام ، ولا من يستغل إختصاصهم هذا في علوم السنة ، ليمزق الأمة بدعوى أن علوم السنة هي كل علوم القرآن...
فما وجدت مذاهب أرقى من مذاهب أئمتهم وجهابذة فقهائهم شريعة وفقها..
ثم مذهب أحبتي في الله من آل القرآن والسنة والعرفان: أولياء التصوف السني قدس الله أسرارهم : عارفي فقه الإحسان رضي الله عنهم أجمعين .. فلا مذهب أشمل من مذهبهم فقها وعلما وذوقا ، ولا أقول ممارسة
فليس كل من إدعى الإحسان بمحسن ، وما كل متصوف بصوفي فقها وعرفانا...
فما عدت أنهل شريعة إلا من فقهائي العارفين بالله بحق وعن حق، وللحق قدس الله أسرارهم :
فلقد من الله علي منذ 1987م بالإنتماء للطريقة القادرية البوتشيشية ، لأدخل بحرا لا ضفاف ولا ساحل له : جزى الله  شيخي الأجل سيدي حمزة قدس الله سره حبيبي وفتح قلبي : فلقد غرقت بفضله ، وعلى مدى كل هاته 30 سنة  في جلال رحابه القرآنية السنية العرفانية ولله الحمد ، ولأقر بأن : 
كل ما يعلمه العامة عن التصوف ليس هو التصوف ، فما يرى العامة  سوى إحتفاءات  مفتوحة من جل الزوايا الصوفية الحقة ، أو شعوذات دجالين وطقوس دجل من العديد من الطرائق والزوايا الضالة وللأسف..
ففرق عظيم بين التصوف كمذهب فقهي عرفاني وبين ممارسة العديد من أدعيائه ... ............
..........................................................
ثم هاأنذا وبعد 30 سنة من التفرغ الشبه التام للتجربة الروحية والفقه الإصلاحي ، أضع الرحال في زاوية شيخي الكامل بالزاوية العيساوية بمكناس قدس الله سره ، مستنكرا كل شعوذات الدجالين والعرافين والجهلة فيها ، فمستريحا في زاوية الختم التيجانية متى إشتدت أحوال القبض علي ، قدس الله أسرارهما ، ثم بزاويتنا الشاذلية الحبيبية ، رضي الله عن أوليائها وكل أوليائه أجمعين........:
وبعد كل هذا الطواف الروحي العرفاني ، لم أجد في مدينة مكناسة الزيتون منهجا أرقى ولا أسمى محليا من منهاج الزاوية الشاذلية الحبيبية هاته  ، لأنها لا زالت تصر على أن تبقى زاوية ذكر وفقه وسماع، ودوما على منهج شيخنا الحجة والفقيه السني العارف  :  سيدي محمد بن الحبيب قدس الله سره ...
فقررت على أن أوقف ما تبقى من عمري لخدمة منهجها العرفاني هذا لعدة فضائل :
- تواضع جل مريديها.
- عدم سعيها للسواد .
- سنية فقهها وعرفانها ظاهرا وباطنا .
- قرب مركزها  من مدينتي.
- سلامة منهجها وسلاسته ، فهو يخاطب بلغة واحدة بسطاء المريدين وجهابذة العارفين على السواء:
ولذا قررت بأن أكرس كل ما تبقى من العمر اللهم يا رباه : لخدمة كتاب ( ديوان بغية المريدين السائرين ، وتحفة السالكين العارفين ..) للشيخ الرباني سيدي محمد بن الحبيب قدس الله سره.. بعد كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلوات الله عليه، فمشروعي المدرسي، ثم عملي الجمعوي، بحول الله تعالى ..
وبإذن نبوي شريف ولله الحمد : فلقد من الله علي :ب 18 رؤى نبوية شريفة: كان من بينها سلامه الحار علي قائلا : أهلا فقيهنا
مما جعلني أصر على تقديم مشروعي المدرسي كاملا للجهات الرسمية ..
بل ولقد إرتحت بالزاوية الحبيبية هاته بعد أن رأيت في إحدى الرؤى (مقدم مقدميها مولاي عبد الكبير البلغيثي) : على منبر الإمامة ولله الحمد:
 إذ أرى فيه ما لا يراه في نفسه والاه الله اللهم آمين يا رب . 
ثم رؤيا آمرة لي من وليها الأكبر سيدي محمد بن الحبيب قدس الله سره ..
فالزاوية مأذونة المنبع ولله الحمد :  وبإذن يجمع بين خير الدنيا والآخرة ،وبين فقه الشريعة وكل مقامات الحقيقة ، لكل من واظب على منهجها.
وهكذا صرت بوتشيشي قادري المبدإ ، تيجاني عيساوي -شاذلي  ثم حبيبي- الختم : 
واللهم بك لك كل الحمد.
مؤسس : ملتقى التربية الروحية :