الاثنين، 12 نوفمبر 2012

مجملنا في بداية التربية الروحية :

                                                   باسم الله الرحمان الرحيم
                    والصلاة على محمد الأمين وآله والصحب :

   الموقع الرسمي لمدرستنا                تواصل مع المؤسس
==========================================
ملاحظة : إننا ننادي بالتربية الروحية كعلم سني عرفاني: ونبرأ من العقيدة الباطنية لبعض التصوفيين ومن كل بدعهم وقبورياتهم:ففرق بين علم التصوف السني العملي الحق والعديد من ممارسات المدعين والتبركيين والباطنيين القبوريين :والحلوليين والمومنين بوحدة الوجود: فلا حقيقة دون شريعة:
==========================================

لبعض المشايخ في التصوف السني ثلاثة أجوبة:

1ـ جواب بشرط العلم هو: تصفية القلوب من الأكدار، واستعمال الخلق(الكريم) مع الخلق واتباع الرسول في الشريعة

2ــ جواب بلسان الحقيقة هو: عدم الإملاك:(بمعنى الزهد الذي يعني أن لا تمتلكك الأشياء مهما ملكتها)، والخروج من رق الصفات(الناقصة)، والإستغناء بخالق السماوات.

3 ــ جواب بلسان الحق:بمعنى: أصفاهم بالصفاء عن صفاتهم، وصفاهم من صفاتهم فسموا(إن كانوا حقا مخلصين): بصوفية:



"وإن أول شروط  التصوف:

  
ا لتوبة ا لنصوح :
وبدايتها التوبة من كل ذنب
 ونهايتها التوبة من (التوبة:بالنفس لا بالله)..

 وقبل تحقيقها يلتزم المريد بست منازل هي:


1اليقظة: وهي ترك سكر الغفلات والإشتغال بالطاعات                         


2التفكر: وهو التأمل في القرآن الكريم والكون والعلم والنفس                         


3البصيرة:وبدايتها المعرفة بالعيوب ونهايتها الفراسة التي لاتخطئ                      


 4 العزم: وهو الجزم في إرادة وجه الله تعالى محبة لذاته                      


5  المحاسبة: وهي سؤال النفس عن كل قول وفعل وحركة وسكون                         


6 المراقبة: وهي الشعور بحضرة الرقيب فتراقب نفسك وخواطرك: لأن هناك من يراقبك.

ومن علامات قبولها أربع منازل :

1الإنابة: الرجوع الكلي لله في كل صغيرة وكبيرة       

2التذكر: وهودوام الذكر والعلم والتفكروالتضرع والتدبر

3الاعتصام:الإستجارة بطاعة الله من معصيته             

4 الفرار لله: التوجه الكلي لله محبة فيه: وهو بداية السلوك نحو رحاب كل أحوال ومقامات التربية الروحية:  

ومن نتائجها كل أحوال ومقاما ت تربيتنا الروحية: 
من هنا البداية : مقرراتنا التأهيلية 

التربية الروحية:أوفقه الإحسان :أو علم الباطن: أوفقه التزكية:

 باسم الله الرحمان الرحيم :
إن للإسلام سلوكين:
 سلوك ظاهر..
وسلوك باطن :
ف:ذروا ظاهر الإثم وباطنه ..
ولهذا ندعوكم للسير بهاتين القدمين الراسختين في ثغور الإسلام:
فقه الشريعة كفقه ظاهر.
وفقه الحقيقة كفقه باطن.
ومن كان كله لله كان الله له
وكن مع الله ترى الله معك
واتق الله ترى عجبا 
ولا حقيقة دون: شريعة 
ولمن كان يهمه الإذن الغيبي في التربية الروحية فإنني والحمد لله بشرت خلال هاته 25 سنة التي هي عمر إعدادي لهذه المدرسة:
بشرت وبحمد الله تعالى ب16 رؤيا نبوية شريفة و4 رؤى نورانية: لا زالت تحثني على إستعراض كل علوم ديننا الحنيف وبكل شمولية وتجديد: من خلال هاته المدرسة الفكرية الإصلاحية.
  واللهم وجهك الكريم يا كريم
واللهم صل على محمد كما صليت وتصلي وستصلي عليه.
     سنة الإحسان إضغط رجاء

الجمعة، 9 نوفمبر 2012

سنة الإحسان:


           
  باسم الله الرحمان الرحيم
         والصلاة والسلام على محمدنا والآل والصحب.
 

                 مفهوم السنة  في تجليات الإحسان:

السنة النبوية الشريفة هي المحجة البيضاء وصراط الله المستقيم : التي بينها الرسول صلوات الله عليه للصحابة رضوان الله عليهم.. وأمرهم بالعض عليها بالنواجد وكذا كل المسلمين.. ثم بلغوها ومن بعدهم لا بكمالات النبوة بل على قدر وسعهم الإيماني ووفق  فهمهم الإنساني علما وعملا.. دون أن ننسى أن لبعضهم من أولياء الله إشارات غيبية سنية تتداخل فيها بعض العوالم ..أما أسس السنة الشريفة فمتمثلة فقط في القرآن الكريم وأثر الرسول صلوات الله عليه.. فالقرآن الكريم هو عينها الجامعه: 

فقد "كان الرسول صلوات الله عليه قرآنا يمشي على الأرض" 
فأصل السنة القرآن أولا ثم الأثر المتراكم من الرسول صلوات الله عليه فكل الأئمة وكل ما لا يزال يستنبطه منهما كل المخلصين من علماء الأمة..: 
فلا سنية دون تشبت بالقرآن الكريم كله: 
وكإمام لأكثر من 6000حديث نبوي شريف ..بل والصحيح من كل هاته الأحاديث يعد تنزيلا ثانيا ـ بحكمة وجوامع كلم رسول الله صلوات الله عليه ـ للقرآن الكريم لكل الناس وانطلاقا من عصر الصحابة الكرام كنمودج أول ..وكنمودج متغير لا ثابت كما يظن أهل التقليد .. 
فهاته هي أصول السنة النبوية الشريفة :
أولا كتاب الله المسطور القرآن الكريم
ثانيا أحاديثه صلوات الله عليه
دون أن ننسى أنهم يدعوننا معا لـ:
قراءة كتاب الله المنظور: المتمثل في :

النفس وكل الكون"ويتفكرون في خلق السماوات والأرض" 
" وفي أنفسكم أفلا تبصرون"
بل و " تفكر ساعة خير من قيام ليلة"..
فالتفكر في كل شيء سنة أيضا..والكتابين المسطور"القرآن الكريم" والمنظور"الكون والنفس والغير" أصلان متأصلان من أصول السنة الشريفة..وعينا كل أحاديثها الشريفة.
لكن لأي تفكر يدعو الرسول صلوات الله عليه: 

أو لنقل ما سنة الرسول :صلوات ربي عليه: فكريا؟:
 أو ما السنة الفكرية لرسول الله صلوات الله عليه؟ 
أو ما العقل المحمدي ؟ الذي هو بالطبع العقل القرآني الشامل؟ الجواب عما هو العقل القرآني؟ كأساس للسنة الشريفة وكعقل أكبر وأشمل للرسول صلوات الله عليه ليس موضوعنا هذا بل الموضوع فقط أسس ثم بعض آفاق السنة فكريا ؟
فالسنة كما سلف  ليست ذات مستوى بسيط لا في التفكير ولا في التأمل ولا في العمل الجسدي والقلبي والروحي .. كما يظن البعض: بل كان تفكر الرسول صلوات الله عليه محكما وحكيما ولا تغشاه أي من الضلالات التنطعية لحد قوله صلوات ربنا عليه: " هلك المتنطعون".. فالسنة ليست الفقه فقط ولا علم الحديث فقط ...
 بل سنته صلوات الله عليه كانت حكيمة.. وسنة حكمة أولا : حتى أمر صلوات ربنا عليه بالبحث عن الحكمة من أي فم لفظت ..وهاته مهمة صعبة لأن معظم أهل الإسلام لا يفرق بين الحكمة واللغو ..
بينما : " الحكمة ضالة المومن أينما وجدها فهو أحق بها"
ويقول الله سبحانه " ومن يوت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا" 

" وما يذكر إلا أولوا الألباب " :
وهم أولو العقول الكبيرة المتجوهرة على لب العلوم.
فهكذا كانت بداية سنته صلوات الله عليه :
تدبر وتفكر في القرآن الكريم
وتفكر في الكون والغير
وتبصر في النفس
وخشوع وتلذذ بالعبادات كلها
وتذوق للإيمان ...

تصدقها أعمال فأعمال تلو أعمال..
وبهاته الحمولة القرآنية التأملية والتفكرية والتدبرية الخاشعة والعملية أنزل صلوات الله عليه للصحابة الكرام رضوان الله عليهم حكمه المتمثلة في أحاديثه التي كانت نتاجا لـ:
تدبره وعمله وتذوقة لـ وبالقرآن الكريم
تفكره في الكون والمجتمع والنفس والغير
خشوعه وتلذذه بالعبادات ..

وعلاقاته الملائكية ..
ولهذا كان عقله صلوات الله عليه  عقلا مسددا دوما بالأعمال الصالحة التي تثمر ولا زالت تثمر وستظل تثمر علوما جمة ف"اتقوا الله ويعلمكم الله ":
 فالمسلمون يتعلمون للتقوى ..
ومن التقوى يتعلم المتقون لحد حكمتهم ..بل وفوق هذا كان عقل الرسول صلوات ربي عليه: مؤيدا بالوحي الرباني المباشر من الله ومن الملائكة لحد مخاطبتهم له مباشرة وبالرؤى سلام الله عليهم كما في أحاديثه عليه السلام..
فهكذا تجوهرت لنا السنة النبوية إجمالا..
وليربي الرسول صلوات الله عليه بالحكمة حكماء وربانيين عاملين لا زالت حكمهم وسيرهم خالدة فينا : 
بل وعلى مدى كل تاريخنا جددوا لنا أمر الدين مرارا .. وربوا بدورهم حكماء مجددين ربوا حكماء ومجتهدين فربوا حكماء ومجتهدين ليومنا هذا..فالحكمة الإجتهادية التجديدية: هي روح الأمة المسلمة منذ عصر الصحابة مهما اختلف بعض المجددين لحد الخلاف  وباسم السنة. ولا ضرر ولا ضرار : فالإختلاف رحمة .. والتنطع الخلاف لا الإختلاف.
فلقد انتقلت لنا السنة النبوية الشريفة بحفظ صحابتنا الكرام رضوان الله عليهم للقرآن الكريم أولا ثم بعض الأحاديث الشريفة لا كلها: 

بل وهم من جمع القرآن كمصحف كريم.. بل وهم من حارب أولا الكذب على رسول الله صلوات الله عليه: فاهتموا أولا بالفقه من الحديث وبالتفسير البياني أولا للقرآن الكريم  رضوان الله عليهم لأنهما الأساس .. ولأن العصر كان لا يتطلب العمق في علومنا الإسلامية كلها كبديل إنساني عالمي كما حالنا اليوم.: مقتصرين على إلمامهم الكبير باللغة العربية وعلى أسباب نزول القرآن الكريم وأسباب الأحاديث الشريفة كأرضيات متينة لكل ثقافاتهم..
ولهذا من الله عليهم  بصحبة لا تماثلها لا دنيا ولا حتى آخرة ..فهم السابقون الأولون والفقهاء العاملون والحكماء المتفكرون والمتدبرون لحد كلامهم منذ وفاة الرسول صلوات الله عليه عن تفسيرالقرآن وفقهه وفقه السنة: فكانوا أحبار الأمة المجتهدين : لحد الإختلاف سياسيا لا عقائديا .. ولمن يدعي فهمهم نقول بأن فهمهم كان وحدويا لا واحدا .. فالفهم ليس قالبا سلفيا كما يدعي البعض تقزيما لهذا الدين الأعظم.. ولم يتشابه الصحابة فهما .. بل وكان التوحد على العقيدة والعمل أولا لا غير.
ثم تراكمت على عيون السنة اجتهادات وحكم الصحابة الكرام فاجتهادات وحكم التابعين ثم تجديدات تابعي التابعين فتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ..
فهاته والله أعلى وأعلم هي سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام فكريا : وهي متحركة ومتجددة وليست جامدة خامدة كما يظن من يلغي العقل: ويقول بالنقل دون عقل وهذا مستحيل..فلا يمكن أن ينقل أي كان دون عقله : ومهما ادعى من موضوعية ومن تقليد زائف:
فقد تجددت ليومنا هذا إجتهاداتنا في فهم الدين على الأقل أربعة عشرة مرة : "يبعث الله على رأس كل مائة سنة لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها"كما قال عليه الصلاة والسلام.
فتجديد أمر الدين تجديد اجتهادات وفروع لا نسف للأصول كما يظن البعض.وكما يفعل وللأسف بعض المتفلسفين في القرآن الكريم إدعاء للقرآنية دون أستاذها الأكبر والأول والأعظم: صلوات الله عليه: 
فكل ما يميت سنة هو بدعة : 
بل والبدعة كل ما ينسف سنة أو ياتي باجتهاد دون أصل له من كتاب الله تعالى أو حديث الرسول صلوات الله عليه..
ولكيدهم يسمون تيارهم  :بتيار القرآنيين وبأهل القرآن هداهم الله حقا للعمل به:
ولهذا فإن تجديد الأمر الديني فرض سني يمثله الناسخ والمنسوخ في عهد الرسول صلوات الله عليه كما تمثله المستويات العديدة التي كان يتحدث بها رسول الله صلوات الله عليه.

فالأحاديث التي يعممها العديد من علمائنا كانت منها الخاصة بل والناسخ والمنسوخ كان في القرآن فكيف لا يكون في الحديث ؟ ولا أفتح باب البحث في منسوخ الحديث إلا لأهله لا لأعداء السنة الذين يتربصون بنا الدوائر..  فالبحث في الأحاديث العامة والخاصة إختصاص أهل الفتوى والرسوخ في الفقه لا إختصاصنا كمفكرين.
فقد قال صلوات الله عليه "خاطبوا الناس على قدر عقولهم".. وعقول صحابته رضي الله عنهم لم تكن كلها في مستوى واحد ..فهناك كبار الصحابة الذين فهموا من سنته صلوات الله عليه سماوات فقهية لا تحدوها سماوات ..كما أن هناك أعراب الصحابة الذين منهم من لم ير الرسول صلوات الله عليه سوى مرة.. بل ومنهم من لم يصل معه إطلاقا..

فالصحابي هو كل مسلم عاش الحقبة النبوية الشريفة.: ومنهم الصديقين كما أن منهم مسلمين كانوا لا يقدرون على مواكبة الركب النبوي الشريف إلا ناذرا : فاختلفت مستويات الصحابة الفقهية رضوان الله عليهم كما اختلف نهلهم من نبع السنة النبوية الشريفة..
وحين مات الرسول صلوات الله عليه :هناك من الصحابة من ارتد..وهناك من منع الزكاة..مما يؤكد هذا التفاوت الكبير بينهم في الإقتداء به صلوات الله عليه .
وكذلك كان الأمر عند التابعين وتابعيهم وتابعي تابعيهم ليومنا هذا.
فهناك من له من هاته المحجة لآلئها وجواهرها كما أن هناك من فهمه بسيط لهاته السنة الشريفة التي علا بها رسول الله صلوات الله عليه حتى سدرة المنتهى ..كما نزل بها حتى الأرض السابعة ليخاطب مومني الجن ويصارع شياطين الجن والإنس وعلى كل المستويات..
فقد كانت له صلوات الله عليه نظرة وجودية كاملة:

بل ولقد رأى الكون كله وكان فهمه للقرآن كاملا ..ومن هاته الرؤية القرآنية الكاملة.. وهاته الرؤى الكونية الكاملة ..والخشوع العملي الكامل : انبثقت لنا سنته صلوات الله عليه...
لكن كان من الصحابة من لا يقوى على هذه السماوات العالية حتى أن عليا بن أبي طالب رضي الله عنه وهو الصحابي الصديق قال في إحدى خطبه للصحابة: 
"هاهنا علم غزير لو وجدت له حاملا": فمن الصحابة من كان لا يقوى حتى على السنة كما فقهها علي رضي الله عنه..كما أن منهم من تدنى فقهه حتى كفر عليا وزرع الفتنة الكبرى بين المسلمين لحد التقاتل..
فهاته هي سنة الرسول صلوات الله عليه نسبيا والله أعلى وأعلم :نظرة وجودية كاملة في القرآن الكريم وكل الكون..وبخشوع عملي حكيم ثم تنزيل مباشر للصحابة من خلال التربية المباشرة حتى ربى صلوات الله عليه قرآنيا: وباللمسة والنظرة والإشارات صلاة الله عليه .. وبأحاديث غزيرة حفظها الصحابة جزاهم الله عنا كل خير عن ظهر قلب .. وبلغوها كاملة لا كلها والحمد لله رغم مستوياتهم المتفاوتة في فهمها كما قال صلوات الله عليه:

(رب مبلغ أوعى من سامع):
وهذان هما الجرابان اللذين تركهما الرسول صلوات الله عليه كما قال أبو هريرة" لقد ترك رسول الله جرابان أما جراب فبثتته فيكم أما الثاني فلو تكلمت فيه لقطع مني البلعوم"
وكما قال أيضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :

"من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العالمون بالله فإذا تكلموا فيه لا ينكره إلا أهل الغرة بالله" وهذا حديث معقول ولو لم يكن منقولا..
وهكذا حينما ظهرت علوم الفقه والحديث في العقود الأولى بعد موته صلوات الله عليه: ظهرت لجانبها علوم أخرى غزيرة وفي كل المجالات : من علوم القرآن وعلوم الحديث للعلوم التربوية المباشرة: كالنصوف أو التربية الروحية كما إختصاصنا هذا.. ولحد التربية بالنظرات واللمسات والإشارات والمتمثلة في بعض كبار الصحابة ثم كبار التابعين وتابعيهم بإحسان..وهنا أقول تابعيهم بإحسان أي بإتقان .

فظهرت علوم التصوف والزهد أو فقه الإحسان ..وكل علوم الحكمة لحد العلوم اللغوية والطبيعية والفكرية وغيرها ..وخصوصا حينما اختلطت علومنا بالمستوردات الفكرية الأجنبية.
فهاته سنتنا الفكرية إجمالا: وأنى لهم تقزيمها فينا ؟
إنها قرآن كريم ونظرة وجودية كاملة للكون والنفس والغير من رسول الله صلوات الله عليه..وعمل محكم و بحكمة عملية وذوق عميق وخشوع بكل القرآن الكريم : 

فقد كان صلوات الله عليه قرآنا يمشي على الأرض وكان خلقه القرآن..مما أثمر علوما حقة وغزيرة بل ولا زالت ولادة لنا ولغيرنا لنا كمسلمين: بل وبعلومنا القرآنية والسنية هاته تفتحنا على علوم الآخر: فأخذنا ما لا يناقضنا كما أخذوا منا العديد من العلوم بل وطوروها لحد القول بأن كل العلوم الحقة والإجتهادات الصحيحة التي أنتجت حتى رقينا المادي الحالي قد كان أصلها سنته صلوات الله عليه بعد سنن كل الأنبياء عليهم السلام" فمن الدين  تعلم العرب وغيرهم  ليعلموا العالم سنين عديدة .. ثم ليكمل العالم معهم ..وبالرغم من تخلف ركبهم.. سيره العلمي نحو المزيد من التحضر والتبصر والتفكر وإكتشاف آلاف العلوم.
فالبداية كانت تبصرة منه صلوات الله عليه:

 بالقرآن الكريم: فهو أم كل العلوم الإسلامية.
 وبالكون الفسيح :وهو أم كل العلوم الكونية.
 وللواقع وهو أم كل العلوم الإنسانية 
وللنفس والغير.. وهذا أم كل العلوم الإنسانية والإجتماعية..
وليخاطب الصحابة كما قال البوصيري رحمه الله "بما لا تعيى العقول به" وبتربية متنوعة:
 فكان منهم من وجهه صلوات الله عليه للعلم أكثر ومنهم من أمره بالصوم أكثر ومنهم من وجهه للجهاد أو للذكر وغيرها...ليكون إختلاف المسلمين اختلاف تنوع لا تضاد.. ومنذ عصر الصحابة... لكن الإختلاف قد كان في عهده صلوات الله عليه اختلاف تنوع متآلف.. لينقلب وللأسف في الفتنة الكبرى لاختلاف تنوع متخالف لحد تقاتل الصحابة بينهم: وذاك لوجود الفرقة الضالة المتمثلة خصوصا في "منافقي الأمة " فلم يكن أبدا  لشوكتنا أن تكسر لولاهم .
ومن هاتين التربيتين :القولية والعملية الإشاريتين: وبكل اجتهاد في القرآن : انبجست لنا بحور من علوم السنة : يقزمها بعضنا وللأسف في علوم الحديث وعلوم القرآن التي ما هي لحد الآن إلا أدوات للبحث فيه: فأيننا من علومه ؟"كعلم الكتاب وعلم اليقين أو اليقينيات وعلوم الحقائق التي اختص فيها كبار الصحابة رضي الله عنهم والأولياء قدس الله أسرارهم.
ولهذا وإن فهمنا هذا المجمل سنعلم بأن للسنة النبوية الشريفة ثلاث مقامات هي :
مقام الإسلام :وله فقهياته 

فمقام الإيمان وله علومه
 ثم مقام الإحسان وله حكمه لحد الصديقية وعلوم الولاية الكاملة لله تعالى..
فقد كان في الأمة فقهاء كبار نزلوا لعامة المسلمين بالدعوة للشريعة والعبادة والدود عن العقيدة الإسلامية ..كما أن من الأمة لحد الآن أولياء اختصوا في علوم اليقين والحقائق بل وعلم الحقيقة إنطلاقا من قوله صلوات الله عليه ( لكل شيئ حقيقة) فما حقيقة عبادتك قارءنا العزيز؟.
وبينهما آلاف من التصانيف العلمية من الإقتصاد الإسلامي حتى الطب النبوي حتى الإعجازات القرآنية والسنية بكل ألوانها حتى الفكر الإسلامي ومواضيعه المتفرعة في كل العلوم حتى أسرار لم يتكلم عنها لا أبو هريرة ولا غيره وسماها رسول الله صلوات الله عليه "العلوم المكنونة " أي المتجوهرة داخل السنة والتي يجب العمق في السنة لذوقها "وهي " العلم المكنون في القرآن والسنة أو لتقل علم الولاية أو لتقل العلم الباطن الذي من أرقاه العلم اللدني الذي يمن الله به على من يشاء من عباده: " وآتيناه من لدنا علما ":

فالخضر رضي الله عليه العالم اللدني لم يكن نبيا :ورغم ذلك أرسل الله موسى النبي صلوات الله عليه للتعلم منه فقال له الخضر عليه السلام " إنك لن تستطيع معي صبرا" كما بسورة الكهف. فاقرأها لكل جمعة حتى تتذكر دوما ماورائيات الإسلام.
فهل علم الشريعة وعلم الحقيقة يمكن أن يتناقضا ظاهرا كما حدث بين موسى والخضر عليهما السلام؟..

بالطبع تناقضا ولا زالا يتناقضان أحيانا عند العديد من الفقهاء  بل وعند العديد من أهل الفناء الصوفي هناك جزم بهذا التناقض لحد تكفير الصوفية من بعض الفقهاء وكذا تقزيم الشريعة عند بعض المتصوفة. ...لكنا نقول بأن في العديد من مستويات الغرق في التدين وعند عدم اكتمال النظرة السنية المحمدية ..ليس هناك إلا التشبت بالمذهب المفهوم للمسلم أما عند اكتمالها فهناك وحدة المذاهب مهما تناقضت ونسبية  كل حقائقها ..
فلا أحد من المذاهب الإسلامية مهما علا شأنه يمثل الإسلام كله..ولا السنة في كمالاتها : والإسلام دين مذاهب .. ودين لا مذهب واحد.
فهناك علوم ظاهرة وعلوم باطنة..
أو لتقل علوم الإسلام وعلوم الإيمان وعلوم الإحسان..
أو لتقل علوم الدراسة وعلوم الوراثة..
أو لتقل علوم الشريعة وعلوم الحقيقة..
أو لتقل علوم للتقوى ثم علوم التقوى........

لنرى بأن كل مذهب يميل للون معين: وحتى كان هناك غلاة المذاهب عند السنة السلفية .. وعتد السنة الصوفية والشيعة معا.:
فكفر وفسق وزندق بعضهم البعض ..وهناك فعلا فسقة وزنادقة في كل الفرق .. فعند اكتمال النظرة : فلا يخلو أي  مذ هب  من نسبيته مهما اكتمل .. وما كمالنا المنشود إلا في وحدة الحقيقة الإحسانية  سنيا... لأن كل أهلها كانوا وحدويون ..
فالسنة هي الجامعة:وفطاحلة الشيعة أيضا سنيون إن نهلوا من أئمتهم الصادقين عليهم السلام الذين لم ينهلوا سوى من القرآن والسنة ...
فكل المذاهب الإسلامية سنية إن كانت حقة ..

ومن زاغ عن السنة فقد زاغ عن الإسلام ولو نسبيا.
ف"للفقه بالسنة مستويات: بملإ ما بين الأرض السابعة والسماء السابعة" ..
فلا يسجننك ولينا المستور عقلك ولا قلبك في المستويات الأرضية: وارق نحو سماوات السنة تذق حقيقتك أولا.. ولا تومن أبدا بمن قال" الحقيقة تناقض الشريعة " إلا حالا..وليكن شعارك دوما ولينا المستور " لا حقيقة دون شريعة " وإن تناقضا لك ذوقا فميزانك الشريعة لا حقيقتك.. فاصدق تصل.
فما فهمنا للسنة النبوية ؟ ولا نقول ما السنة النبوية ؟

 فالسنة النبوية لا يفقهها في كمالاتها غيره صلوات الله عليه دنيا آخرة ..ولهذا فأخطأ من يكتب كتايا ويسميه:
 " المنهاج النبوي "  أو "السنة النبوية ".
 فالسنة كالتفسير لا يجب أن نقول " تفسير القرآن " بل تفسير فلان للقرآن الكريم أو التفسير بمنهج معين ..وكذلك السنة: إذ يجب أن نقول السنة المالكية والسنة الحنبلية ...ولا يدعي كل منا كمال فهمه للسنة حتى لا نتخالف :فمن يقول أنه قد فهم "السنة النبوية في كمالاتها فقد تنبأ ولو لم يشعر..ولهذا نقول أن فهمنا للسنة ولا نقول السنة في محمديتها . :
بل انطلاقا من طوافي كباحث غرقاني بين كل المذاهب والعلوم الإسلامية وقراءاتي المتهددة لمجملها : فقد درست علوم الشريعة وعلوم الحقيقة ممارسة ومعا وبينهما كل العلوم الدنيوية من الإقتصاد الإسلامي للطب النبوي للفلسفة الإسلامية لباقي العلوم الإسلامية بل وأكرمني سبحانه وتعالى حتى نهلت من علوم الكفرة التي منها علوم حقة لا تتناقض بتاتا وإسلامنا كما أن منها علوم ضالة كعلوم بعض مذاهبنا ... كما درست مراجع العديد من الديانات المحرفة والوضعية معا...
وبهاته الحمولة العلمية" أعرف السنة النبوية" ولا أجزم بها  : بل وبكل نسبيتي أقول وببساطة أولى:بأن (السنة النبوية الشريفة هي المحجة التربوية التعليمية التي ربى عليها وعلمها الرسول صلوات الله عليه صحابته الكرام عامة وكذا ما أشار به لبعض الخاصة) ..ثم ربى بها الصحابة رضوان الله عليهم : فالتابعين وتابعي التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين : علميا وعمليا وإشارة.
فتأمل  لفظ " إحسان " لنعرف سنتنا الإحسانية  بكل بساطة  : بأنها الفهم السني الذي يسعى للجمع بين كل مستويات السنة في مقاماتها الثلات " مقام الإسلام ومقام الإيمان ومقام الإحسان " لحد الصديقية ..

فلندعوا الله تعالى أن يهدينا لصراط المنعم عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين الموحدين لله وكل الأمة.
وما دامت الصديقية هي أعلى مستويات الولاء لله ..فلا نرتضي غير سبيلهم في السنة بدلا: فهي من سبل الهدى الذي قال الله عنها" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "...

 ففي السنة الشريفة سبل هدى لا سبل تفرقة " ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله" فحذاري من كل سبل الفرقة فسبل الهدى وحدها الحلال وكل ما يفرق لا يجوزشرعا ولا عقلا ..: 
فلتبحث ودوما ولينا المستور عن سبل الوحدة فهي من السنة الصديقية ..فابحث عن سبيل: المهتدين حقا :بالسنة الإحسانية تجد نفسك غير قادر أن تجدهم لا في فقهيات الإسلام ولا في علوم الإيمان بل في حكمة الإحسان فهي سماوات ستطلع بها على السنة المكنونة في الكتاب الكريم والحديث الشريف ..
فالسنة الإحسانية تعني فهمك للسنة في مقام الإحسان 

"والإحسان بكل بساطة هو الإتقان "
فاتقن فقه إسلامك عمليا تكن مومنا.. وافقه إيمانك علميا تكن محسنا ..واخشع في إحسانك تكن ذائقا لمعاني السنة النبوية :واصدق بها تكن ربانيا بل وتكن صديقا.: (ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا).كما قال صلوات ربنا عليه.
فتلك سنتنا الإحسانية  إجمالا كما استنبطناها من فهمنا علميا وعمليا وذوقا بل وجذبا بحمد الله تعالى ذي الفضل والمن : وبتفرغ كامل للتجربة الروحية والفكر الإصلاحي :له الحمد سبحانه: .
فللسنة النبوية مستويات :
فهم كبار الصحابة وكبار التابعين ومن تبعهم بإحسان ليوم الدين.
فهم فقهاء الشريعة 

فهم العارفين بالحقيقة ـ 
فهم المفكرين 
 فهم المذاهب الفقهية
فهم المذاهب الفكرية 

 أسرار الطرق الصوفية 
 فهم الفرق الشيعية والكلامية..
الفهومات الإيديولوجية للسنة .. وغيرها..
فاختر مستواك.. ولك الإختيار الذي سيفرضه عليك مستوى إيمانك وتفكيرك ....ف:(كل يعمل على شاكلته) :كما قال سبحانه وتعالى.
لكن نريدك أن ترقى معنا لسنة كبار الصحابة والتابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وهي سنة غير جامدة ولا خامدة بل سنة متجددة ودوما تجديدية: تسعى لأعلى مقامات الإحسان وهي الصديقية.. والبداية عندنا : "أصدق وتشرع تكن صدبقا":
صدق في شريعة: تلك البداية... بل وتلك النهاية فلا يفارقنك الصدق والعمل تكن من " الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا "
فهي أربع سماوات للربانيين "النبوة..الصديقية ..الشهادة..الصلاح والإصلاح"
فآخرها أن تكون صالحا ومصلحا لتكون ربانيا ..ولن يتأتى لك ذلك دون تعلم وتعليم ودراسة وتدريس وتربية فذوق:" ..كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون".
فلا ربانية لك ولينا المستور سوى بهاته الفضيلة "التعلم والدراسة " لعلك ترقى لمنة " التعليم والتدريس " لكن كما قال الجيلاني قدس الله سره " لا تتعد إلى غيرك وقدبقي لك جزء من نفسك" ف" الطريق شاق والعقبة كؤود " ونفسك ذات أمواج متلاطمة لا تصلحها ولا تهدؤها أبدا سوى سنة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام بداية ونهاية.لكن بنية مقامات الإحسان التي لن تخلو من أحوال فأحوال تلو أحوال فاصبر ولينا : فالسنة ليست ثقافة بل عملا ..ولم يكن كبار الصحابة قوالين بل فعالين كما قال الخليفة الصديق لرسول الله صلوات الله عليه.. فالعلم والعمل ينتجان لك علما بالعمل فعلم وعمل لما لا حد له ( وقل رب زدني غلمل).وذلك هو علم العمل الذي ندعوك إليه كباب بل وكسفينة لتبحرك في بعض  محيطات السنة ..فلا تقرأن حديثا ولا آية كريمة إلا بهدف استنباط أمرها أو نهيها بعد فقه معناها ..فذاك بنزين سفينتك بل وغواصتك القصوى نحو لآلئ وجواهر السنة لعل الله يحررك في وبعلوم الشريعة : ويغرقك في أعمال القلوب والروح  لتذوق من علوم الحقيقة بعد التحقق من العلم فالتحقق بالعمل والإخلاص ظاهرا وباطنا ..

وذلك لن يكون سوى بعلم أسميناه "علم العمل بالكتاب" أو التفسير العملي للقرآن الكريم .: ما أن لمسناه حتى ختمناه لاستخالته ولله الحمد أرضا ودنيا ولله الحمد.. فعلوم القرآن ولله الحمد تتعدى لحد الفرادس اللهم حمدك التام بك لا بنا يا رب.
فعلم العمل بالكتاب أراه منهجا جامعا للسنة في شتاتها وجامعا لكل المذاهب التي تفرقت بعلمها النسبي بالكتاب ولا تجتمع إلا بعملها به: أو على الأقل الإيمان به كاملا : فمن المسلمين اليوم من يومن ببعض الكتاب ويكفر ببعض دون شعور.. والكتب لن توحد المسلمين حتى على بدايات السنة .. كما أن الحوارات العلمية لم تعد تسمن ولا تغني من جوع..فلنتعاون فيما اتفقنا عليه عمليا..ويعذر بعضنا بعضا فيما س نختلف حوله علميا.." فنحن ولينا المستور مستهدفين سنة وشيعة بل وحتى المسلم الزنديق والفاسق فمستهدف من مخططات ذات سموم حميمية كفانا الله كل شرورها.
فادع ولينا دوما للوحدة على القرآن سنيا وعمليا: ولا تدع لاجتهادك ولا اجتهادنا بل من يعمل معنا ولو بأداء الصلوات الخمس في وقتها والدعاء لكل المسلمين وفقط باقتناع بشعارنا

 " أقيموا جنة القرآن سنيا في قلوبكم تقم بأرضكم والسماء" فهو منا : لأن بداية السنية عندنا فقه القلوب وأخلاقها أولا: لا الإهتمام بالظاهر دون أي إلمام بفقه الباطن الأهم ..فمن القلب البداية وفيه النهاية " ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب" فمن القلب يبدأ الصلاح أما المظاهر التي صارت البعض يتظاهر بها تسننا   فليست بجوهر بل أشكالا ونافلة .. بينما فقه وأخلاق القلب  ففرض سنتك الإحسانية  ولينا ..
فمن يصلي مومنا بمنهج التخلق القلبي أولا ومحبة في الله : فوالله لهو على سبيل الصديقية الذين ننتظر أحد أئمتهم المخلصين لكل العالم وهو مهدينا عليه السلام المبشر به بزهاء ثمانين حديث سني ولا أقول بأنة شيعي..

 ومن  يفقه هذا فهو ال مهدوي الحق وربما سيكون من المبشرين به ولم لا من جنوده عليه السلام بل ولم لا هو؟ .إذ له نمهد .. وسيرفع مهدويونا راية مهدينا عليه السلام للنصر الخاتم لا ريب: تنزيلا من رسول الله صلوات الله عليه:
 فنتيجتنا التدافعية عالميا ب  :  

مضمونة والحمد لله .. بل وما  النصر المهدوي سوى مطلع أرضي من مطالع السنة الشريفة .
ولهذا فللعمل بالسنة مطالع كما لكل آية كونية أو قرآنية : فقد قال الرسول صلوات الله عليه " لكل آية ظاهر وباطن وحد ومطلع"
ولهذا كانت سنتنا ذات أبعاد أربع: سنة ظاهرة وسنة باطنة وسنة حد وسنة مطلع ..
وقد عرفت وربما ذقت ولينا ما نعني بسنة الباطن أما حد السنة فله إشارات كما لمطلع السنة .....

فالعمل العمل بالقرآن سنيا وحذاري من الغرق بين أمواج ثقافاته وعلومه فستغرق وحدك هنا ...
فلتغرق في الحقيقة التي نريد لك النجاة من كل أوحالها ..فدعوتك ليست للعلم بل للعمل وبالقرآن سنيا  :القرآن إمام والأحاديث مأمومة..وطبعا باستئناس عميق بالفقه والعرفان لا الثقافات الفارغة ولينا جزاك الله خيرا..وذلك حتى لا تغرق اجتهادا. فبهما :القرآن كله وكل ما صح من الحديث ثم كل ما أحكمته العلوم : سيوحد مهدينا عليه السلام  كل الأمة بل وكل الإنسانية تحت رايته ..فالقرآن القرآن سنيا :فما أكرمه دنيا وآخرة .
والقرآن الكريم إمام السنة  وهو عينها التي لا تنضب.. فبه اعمل وله إفقه تر العجب ..لكن بأي مستوى ولينا المستور؟لقدأشرنا لمستويات المسلمين العديدة في فهمهم للسنة النبوية الشريفة:
فهناك المبتدئ الذي لا زالت تأسره علوم السنن والفرائض بل والفقه فقط  عنده :علم الحلال والحرام.
كما أن هناك الذكي الذي يفهم العديد من الآيات والأحاديث بمستوى أعمق.
كما أن هناك النجيب ..والحكيم ..والمتدبر المتفكر ..وأولوا الألباب ..الذين فهموا من الدين ما لم يفهمه المسجونون في علوم الشريعة الظاهرة فقط.
وهناك العديد من المستويات وما أكثرها: لكن في سمائها والله لتجدن فقه : الربانيين : وفي السماء السابعة تجد سماء الصديقين منهم :فارق لهاته السنة لا غيرها :ولن تنالها والله إلا بفقه القلب أولا وبعقل مؤيد بالواردات النورانية أخيرا..
وحتى أوجز لك ولينا :فهناك عقول ثلاثة في الفقه والفهم: كما قال طه عبد الرحمان رحمه الله: تتعامل مع الإسلام :
العقل المجرد : وهو عقل المثقفين بالإسلام والدارسين له دون عمل به ولا بأركانه..فعقل هؤلاء عقل لا يعتد به مهما أنتجوا من فلسفات وإنشاءات..ففكرهم لاستئناس المبتدئين  ..
العقل المسدد: وهو عقل فقهاء الشريعة خصوصا وعقل كل مسلم متفكرعامل ..وهو عقل مسدد بالأعمال الصالحة لأن العمل يثمر علما..
العقل المؤيد:وهو بإيجاز عقل مؤيد بالواردات النورانية والتجليات والهواتف كما المحدثون من الأمة أو لنقل على الأقل عقل مؤيد بالإلهامات وكل علوم الحكمة..

وسنة الإحسان هي الجامعة بين علوم ومعارف العقول المسددة والعقول المؤيدة..أي علوم الفريضة والشريعة وعلوم الوراثة والحقيقة لا كما يظن بعض غلاة أحبتنا المتصوفة بأن سنة الإحسان هي علوم الباطن فقط: 
بل المحسن علميا هو العامل جهده بكل القرآن وكل السنة بإتقان كل مستوياتها لا الناكر ولو لحديث صحيح واحد.. أو: (ولو جزء من آية أو حديث).
ولهذه السنة نسعى في ملتقانا ومدرستنا وكل حركيتنا النورية هاته : 

ونحو مسلم قرآني حضاري متخلق باطنا وظاهرا وليس فردانيا : بل ذو أخلاق إجتماعية وإنسانية كونية كما التكوين القرآني لكل مومن حق.
والله أعلى وأعلم,,